الخميس، ٩ أغسطس ٢٠٠٧

الآلاف يشيعون قتيل العمرانية مرددين هتافات ضد الداخلية وضباطها

كتب صلاح الدين أحمد وصموئيل سويحة (المصريون): : بتاريخ 8 - 8 - 2007شيعت أمس جنازة ناصر صديق جاد الله الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة بالجيزة، والذي تتهم أسرته أمناء شرطة قسم العمرانية بقتله عبر إلقائه من شرفة شقته بالطابق الرابع فجر يوم الثلاثاء.وتحولت الجنازة التي شارك فيها الآلاف من سكان منطقة العمرانية إلى مظاهرة ضخمة ردد فيها المشيعون هتافات ضد الداخلية وضباطها، محملة رجال الأمن بقسم العمرانية المسئولية عن مقتله بعد رفضه التنازل عن محضر ضد أحدهم.ووفق شهود عيان، فإن خلفيات الحادث ترجع إلى قيام أمين شرطة يدعى أمير من قسم العمرانية بفرض ما يشبه الإتاوة على الأهالي، ومنهم القتيل الضحية، مما حدا بالأخير إلى التقدم بشكوى انتهت إلى حبس أمين الشرطة أربعة أيام على ذمة التحقيق.وشاهد جار الضحية ويدعى بدوى زايد في تحقيقات النيابة ضد أمين الشرطة، حيث اتهمه هو الآخر بفرض "إتاوات" على أهالي المنطقة، وهو ما أثار دوافع الانتقام من الضحية على ما يبدو.وحسب رواية الشهود، فقد فوجئ أهالي منطقة الزهراء بالعمرانية الغربية حيث يقيم جاد الله في تمام الساعة الرابعة صباح فجر يوم الثلاثاء برجل شرطة يدعى أحمد النبوي برفقة 10 من أمناء الشرطة يقتحمون المنطقة بعربة نقل صغيرة ماركة تويوتا للانتقام من الشاب الذي تسبب في حبس زميلهم.وقامت القوة باقتحام المنزل الذي يقطنه الضحية وعنوانه 29 شارع مجلع روماني وحطموا ممتلكاته وتعرض للضرب الشديد وتكسير في عظامه قبل قيام أفراد الأمن بإلقائه من شرفة الشقة، وسط صراخ الأهالي الذين هاجموا سيارة الشرطة التي سارعت إلى الهرب، كما أفاد الشهود.وفى اتصال هاتفي مع جيهان صديق شقيقة الضحية، قالت إنهم فوجئوا فجر يوم الثلاثاء بطرقات شديدة كادت تكسر الأبواب من رجال الشرطة الذين قاموا بسحب أخيها بملابس النوم قائلين "أنت بتشتكينا؟" ثم أخذوه إلى أعلى المنزل المقيم به وألقوه من فوقه.وأشارت إلى أن أخيها تعرض للضرب الشديد وتكسير في عظامه قبل قيام أفراد الأمن إلقائه من شرفة الشقة، لافتة إلى وجود أثار الضرب المبرح والقيود الحديدية على جثة شقيقها بالمشرحة مما أدى إلى شج رأسه إلى نصفين.من جانبها، قالت مصادر الشرطة إن القتيل هو شخص بلطجي وسقط من الدور الرابع أثناء مطاردة الشرطة له، بعد تلقيها بلاغًا من اثنين من سكان المنطقة حول اندلاع مشاجرة كبيرة استخدم فيها الطوب والزجاجات الفارغة بسبب خلافات مالية بين المتشاجرين.من جانب آخر، طالب نواب الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان المسلمين" من الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، عقد اجتماع عاجل للجنة حقوق الإنسان البرلمانية لبحث ما وصفوها بـ "جرائم" وزارة الداخلية التي ارتكبت ضد عدد من المواطنين وآخرها حادث قتيل العمرانية.وجاء في المذكرة المقدمة من الدكتور حمدي حسن المتحدث باسم كتلة نواب "الإخوان" إنه لا يكاد يمر يوم على بلادنا إلا ويقوم فيه بعض رجال الشرطة بارتكاب جرائم جديدة ضد المواطنين، الأمر الذي أساء إلى جهاز الشرطة المصرية بين بلدان العالم رغم الجهود المخلصة التي يبذلها بعض الأفرادوالتي لا تلبث أن يمحوها تصرف إجرامي غير مبرر؛ وهي الحالة التي عنونها بسخرية كبيرة أحد كبار الكتاب قائلاً وبحق "أين تعذب هذا المساء".وأضاف في مذكرته أن الشرطة قامت أمس الأول بإلقاء المواطن ناصر جاد الله بالعمرانية من شرفة منزلة وأردته قتيلا، وهو الحادث الذي بررته بأن المواطن ألقي بنفسه من الشرفة هربًا من الشرطة، وهو ما وصفه بـ "التبرير الساذج" إذ أصبح الانتحار بالقفز من الشرفة أهون من الوقوع في قبضة الشرطة نتيجة مشاجرة.وأشار إلى أنه قبل هذا الحادث تم تعذيب المواطن نصر الصعيدي بالتلبانة محافظة الدقهلية وقتله داخل قسم الشرطة بعد أخذه رهينة حيث لم يكن متهما في أي قضية ولا مشاجرة ولا مظاهرة.كما تم أيضًا حرق المواطن يحي عبد الله حيا ونفيه كنفاية بشرية خارج الحدود إلى ليبيا للتغطية على الجريمة غير المسبوقة، وهو ما أثار غضب كثيرين طالبوا بحرق الضابط المتهم في ميدان عام كما حرق الضحية، فضلا عن قتل المواطن محمد عطا في سجن أبو زعبل بعد تعذيبه تعذيبا شديدا في واقعة متجددة لجرائم التعذيب المتكرر في السجون المصرية.كما أشار إلى واقعة خطف الطالب محمد علي فريد على أيدي ضباط أمن الدولة منذ ثلاثة أسابيع ولم يعلم مكان احتجازه حتى الآن، رغم أن والده ضابط بالقوات المسلحة المصرية وخدمها 26 عاما وخاض معركتي 1967 و1973 إلا أن ضباط أمن الدولة أخبروه أن الشمس أقرب له من معرفة مكان ابنه وفقدت أمه بصرها حزنًا عليه.وقال النائب في مذكرته إنني كنت أظن أن لرجال القوات المسلحة المصرية هيبة ووضعًا واحترامًا خاصًا ولكنهم انتهكوا حرمة بيته وأولاده وأهانوا كرامته وكرامة أسرته.وتساءل: ماذا يفعل ضباط القوات المسلحة حتى يعلم مكان ابنه رغم تقدمه ببلاغ للنائب العام والمحامي العام وإبلاغه للقائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي.وقال إنه تم أيضًا معه اختطاف الشقيقين محمد ومصطفى أحمد أمام ولم يعلم حتى الآن مكان تواجدهما واحتجازهما، وإنه يشاع أن أحد الثلاثة قتل تحت التعذيب وتتكتم الشرطة المصرية الخبر حتى تتجنب الفضيحة.ووصف النائب في مذكرته، مبررات وزارة الداخلية بأنها أصبحت سخيفة ولا تقبلها العقل والمنطق، وقال عندما اكتشفت النيابة العامة احتجاز 45 مواطنا دون سند من القانون بقسم المنتزه بالإسكندرية، قالت مبررة ذلك بأنهم دخلوا الحجز برغبتهم للهروب من مشاجرة.وقال النائب بسخرية: لم نعلم أن الداخلية حولت الحجز بأقسام الشرطة إلى منتجعات سياحية يقضي فيها المواطنون أوقاتهم برغباتهم المطلقة الحرة، موجها تساؤلاً إلى الدكتور أحمد فتحي سرور: هل سمعتم عن مواطن دخل قسم الشرطة يطلب من الضابط احتجازه واستضافته اللهم إلا في أفلام إسماعيل يس.وأوضح أن تلك المذكرة هي الثانية التي يتقدم بها خلال عشرة أيام، وقال إنني أعلم للأسف ومن تجاربنا السابقة أن مجلس الشعب أضعف من أن يطالب لاستضافة وزير الداخلية حتى لإلقاء بيان بخصوص تجاوزات ضباطه.واعتبر النائب أنه من رابع المستحيلات مثول وزير الداخلية أمام مجلس الشعب لمحاسبته سياسيا على جرائم وزارته وأنه لا عزاء للمواطن المصري.وأكد أن الأمر خطير جدا ويستدعي عقد اجتماع عاجل للجنة حقوق الإنسان ومثول وزير الداخلية أمام اللجنة لمحاسبته سياسيا عن "جرائم" وزارته تجاه المواطنين ومعرفة الإجراءات التي اتخذها لوقف هذه الجرائم والعقوبات التي اتخذت بحق مرتكبيها.ودعا النائب إلى وضع قانون جديد يحتم العرض على الطب النفسي لكل ضابط سنويا لحماية المواطنين من أي تصرفات شاذة، كما دعا في مذكرته إلى بحث "تهاون" النيابة العامة في التحقيق في الجرائم التي اكتشفتها.وقال بسبب اليأس من مجلس الشعب وتهاونه في دوره الرقابي أتساءل وبقوة: أين رئيس الجمهورية؟.من جانب آخر، تقدم النائب حسين إبراهيم نائب رئيس كتلة نواب الإخوان بمذكرة أخري للدكتور أحمد فتحي سرور طالبه بسرعة عقد اجتماع للجنة حقوق الإنسان البرلمانية لبحث تجاوزات وجرائم أجهزة الشرطة أو أن نعلن للرأي العام أننا قد جمدنا أعمال تلك اللجنة تمهيدا لإلغائها بعد الأجازة البرلمانية. وقال للأسف لقد تقدمت بثلاث استجوابات عن جرائم وزارة الداخلية ولم تناقش حتى الآن

ليست هناك تعليقات: