السبت، ١٢ أبريل ٢٠٠٨

بالصور: الأمن يقيد المصابين في مظاهرات المحلة بـ «الكلابشات» في المستشفي هذة هى حقوق الانسان فى مصر


عندما أفاق أحمد حسين، البالغ من العمر 16 عاما، من غيبوبته وجد نفسه علي سرير أبيض في مستشفي السلام الدولي في المنصورة، وفي أنفه خرطوم، وفي يده اليسري إبرة محلول، أما يده اليمني فكانت مربوطة بـ «كلابش» حديدي في السرير. ولم يكن أحمد يدرك سر تقييده هكذا بالكلابشات، ولم يكن يعرف أنه مقبوض عليه بتهمة المشاركة في مظاهرات المحلة، وهو أمر ينفيه تماما، وتدمع عيناه كلما تذكره. كان أحمد عائدا إلي بيته من درس خصوصي، يوم الاثنين الماضي، عندما تجددت المظاهرات في المدينة لليوم الثاني علي التوالي. حاول أحمد أن يتفادي الشوارع التي يتجمع فيها المتظاهرون، باستخدام شوارع جانبية تقوده إلي بيته. بصعوبة، تحدث أحمد لـ «البديل»: «أردت الابتعاد لكي أعود بسلام، لكنني فوجئت بعشرات من رجال الأمن يحاصرونني، ويضربونني بالعصي، وبعدها لم أشعر بشيء». وأصيب أحمد بجروح خطيرة استدعت نقله من مستشفي المحلة العام إلي مستشفي السلام الدولي في المنصورة، حيث يرقد الآن مربوطا بالكلابش. وفي المستشفي تبين أنه يعاني من نزيف داخلي في الصدر والبطن، وضخ له الأطباء كمية كبيرة من الدماء، لكن حالته لا تزال حرجة.أحمد ليس الوحيد المقيد بالكلابشات بين المصابين، فهناك أحمد آخر في المستشفي نفسه مربوط بالكلابشات أيضا، وهو أحمد البيلي، وعمره 29 عاما، وكان في إجازة قضاها في قريته القريبة من المحلة، وذهب إلي محطة القطار، فشاهد المظاهرات، وقرر العودة إلي قريته إيثارا للسلامة، لكن جنودا تجمعوا حوله - حسب روايته لـ «البديل» - وضربوه، وسحلوه. يرقد أحمد الآن في العناية المركزة للمستشفي، مصابا بكسر وفقد في عظام الفك السفلي من الجهة اليسري، ويقول التقرير الطبي إن حالته العامة «حرجة».«إجرام.. إجرام.. إجرام»، في انفعال شديد علقت عايدة سيف الدولة، الناشطة الحقوقية، علي هذا الوضع قائلة: «هذا انتهاك لأخلاقيات الطب وحقوق الإنسان». واتفق معها عصام سلطان، المحامي، الذي أكد عدم وجود أي قانون يسمح بهذا الاعتداء السافر علي الحريات. أما الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء فقال في هدوء: «الداخلية تصر علي هذا الإجراء خوفا من هروب المتهمين، ولذلك لا يوجد أمامنا إلا أن نوجه نداء إلي النائب العام للبحث عن أسلوب آخر للتعامل مع المساجين في المستشفيات».«البديل»

ليست هناك تعليقات: