الخميس، ٨ مايو ٢٠٠٨

الاعتداء علي وفد المراكز الحقوقية داخل النيابة .. واتهام رئيس المباحث ومعاونه بتعذيب (3) محتجزين


الاعتداء علي وفد المراكز الحقوقية داخل النيابة .. واتهام رئيس المباحث ومعاونه بتعذيب (3) محتجزين تطورت أحداث قضية زوار الفجر بكفر الدوار بصورة خطيرة الأيام الماضية، والتي قام فيها معاون مباحث كفر الدوار باقتحام احد الشقق بالمدينة بالخطأ وتعذيب وسحل أفراد أسرة صبحي المرخوم »تاجر أسماك« بعد اعتراضهم ولجوئهم الي النيابة العامة وإرسالهم تلغرافات إلي كبار المسئولين بوزارة الداخلية والنائب العام.
مفاجآت القضية شهدتها نيابة كفر الدوار أثناء التحقيق في القضية التي أتهم فيها أفراد الأسرة المصابون بمقاومة السلطات كذريعة من رئيس المباحث ومعاونه لتعذيبهم داخل قسم الشرطة وإصابتهم بإصابات خطيرة ورفض خروجهم الي المستشفي للعلاج، حيث أصيب الأب صبحي المرخوم 67 سنة بجراح خطيرة وأصيب الابن أحمد المرخوم الذي سحلته الشرطة حتي ديوان القسم بنزيف بالعين وجراح بجميع أنحاء الجسد وإصابة شقيقه محمد بكسر في اليد. الخطورة الواضحة في القضية هي عدم احتمال الشرطة لوجود مركز حقوقي يتضامن مع المواطنين حيث قام أحد المجندين الذين يرتدون ملابس مدنية بالاعتداء بشكل سافر علي الدكتور ماجدة عدلي مديرة مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف محاولاً سرقة حقيبتها مما أدي إلي سقوطها علي سلالم المحكمة وإصابتها بقطع بالحاجب وحالة إغماء وتم نقلها علي الفور الي مستشفي كفر الدوار ودخولها غرفة العناية المركزة للعلاج وقام المواطنون بالقبض علي المعتدي الذي تبين أنه يدعي أحمد عنتر إبراهيم مجند بقوات أمن البحيرة والذي اعترف شفوياً أمام النيابة بأن أحد أمناء الشرطة السريين اتفق معه علي الاعتداء علي مديرة المركز، في حين عاود وأنكر الجندي المتهم بعد ذلك ما اعترف به شفوياً لحظة وقوع الحادث بعد أن تعرض لتهديدات من أفراد الشرطة السريين الذين التفوا حوله وأكد انه حضر للمحكمة لحضور جلسة لأحد أصدقائه وأنه فوجئ بأن الدكتورة وقعت فحاول مساعدتها فظن المواطنون بالمحكمة أنه يعتدي عليها إلا أن الوفد حصلت علي جزء من أعترافاته الشفوية قبل تعرضه للتهديد وتغيير أقواله.
الدكتور ماجدة عدلي سألتها النيابة العامة وهي علي سرير غرفة العناية المركزة تتألم من هول ما رأت من اعتداء سافر وقالت: فوجئت وأنا أحضر مع وفد ممثلي منظمات حقوقية تضم مركز النديم لعلاج ضحايا العنف ومركز هشام مبارك للقانون والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان ومجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان لمتابعة استئناف قرار حبس في المحضر 5931 لسنة 2008 جنايات قسم كفر الدوار المتهم فيها أربعة من ضحايا التعذيب بكفر الدوار، بقيام أحد الأشخاص بخطف حقيبة يدي مما أدي إلي انزلاق قدمي وسقوطي علي سلالم المحكمة ولم أدر بنفسي إلا وأنا بالمستشفي!! تضيف الدكتورة مني حامد بمركز النديم والتي رافقت مديرة المركز المصابة الي المستشفي: ما حدث هو مهزلة بكل معاني الكلمة، فلقد فوجئنا بالاعتداء داخل المحكمة وتقطيع إطارات سيارتي الموجودة أيضاً أمام مبني النيابة العامة بعد ضيق رجال الشرطة بوجودنا رغم ما يؤكده الوزير اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية من إعطاء تدريبات وندوات مستمرة لضباط الشرطة في مجال حقوق الإنسان واحترام عمل ودور المنظمات الحقوقية، ولقد ساعدنا المواطنون من أبناء المدينة، والذين التفوا حولنا في الخروج إلي المستشفي والقبض علي الجندي الذي اعترف أمام النيابةة وللأسف قام بتغيير أقواله بعد ذلك!!
»نقل ملف التحقيق«
وفي مفاجأة جديدة خلال التحقيقات وبسبب ما حدث في النيابة العامة بكفر الدوار من تحرشات بأعضاء المراكز الحقوقية قرر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام نقل ملف التحقيقات في القضية الي النيابة الكلية بدمنهور بإشراف المستشار المحامي العام لنيابات البحيرة والتي بدأت في إجراء التحقيقات ووقائع الاتهام الموجهة ضد رئيس مباحث كفر الدوار ومعاونه، وأكدت مصادر دفاع المتهمين أن النيابة ستأمر باستدعاء رئيس المباحث ومعاونه للتحقق في الاتهامات الموجهة ضدهما من أسرة صبحي المرخوم، وكذلك ما أكدته التقارير الطبية الخاصة بحالتهم الصحية والتي أكدت تقارير المستشفي إصابة أحمد صبحي بجرح رأسي بفروة الرأس ونزيف بالعينين اليسري واليمني وكدمات بجميع أنحاء الجسد وهو الحالة الخطيرة بين الحالات الثلاث والتي طالبت أسرتهم بضرورة نقلهم إلي المستشفي لتلقي العلاج اللازم قبل أن تتدهور حالاتهم الصحية وبخاصة الأب الذي يعاني من أزمات قلبية سابقة وتم القبض عليه أثناء تواجده بالنيابة العامة!!
كانت وقائع القضية قد أثارتها »الوفد الأسبوعي« العدد الماضي بقيام معاون مباحث بقسم شرطة كفر الدوار باقتحام شقة محمد صبحي المرخوم بعد منتصف الليل وقيام المخبرين بالاعتداء علي الأثاث المنزلي وحجرات الأطفال الذين تناوبوا البكاء والصراخ، ولعدم وجود الأب أو الجد بمحافظة مطروح لمتابعة تجارتهما في الأسماك ولقيامهما بإرسال تلغرافات إلي وزير الداخلية والنائب العام، قام معاون المباحث وباصطحاب عدد كبير من أفراد الشرطة السريين ومعاودة اقتحام المنزل في العاشرة صباحاً مصطحبين معهم الشوم والعصي الحديدية والاعتداء علي أفراد الأسرة وضرب وسحل أحمد صبحي الذي اعترض علي دخولهم شقة شقيقه وتبين بعد ذلك أن الشرطة كانت تبحث عن محمد فاروق ابن عمهما!! بينما أكدت رواية الشرطة في محضر التحقيق أنها ذهبت للقبض علي المدعو محمد فاروق المرخوم لوجود متفجرات وأسلحة وبالقبض عليه قام أفراد الأسرة بالاعتداء علي أفراد الشرطة وهربته واتهمت أفراد أسرة عمه بمقاومة السلطات!!؟
أم محمد التي تعيش بمفردها في المنزل بعد احتجاز زوجها ونجليها محمد وأحمد تبكي باستمرار وتناشد تدخل النائب العام للإفراج عن زوجها الذي لم يكن له أي دور والمريض بالقلب والسكر ونجليها المتهمين بمقاومة السلطات، في حين أنه تم الاعتداء عليهما بشراسة وتعذيبهما داخل قسم الشرطة.

ليست هناك تعليقات: